الجزائرية سعاد شريط تكتب :في أول مايو 2016 نحتاج إعادة بعث الروح النقابية في الصفوف


الجزائرية سعاد شريط تكتب :في أول مايو 2016 نحتاج إعادة بعث الروح النقابية في الصفوف Aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaasaret

الجزائرية سعاد شريط تكتب :في أول مايو 2016 نحتاج إعادة بعث الروح النقابية في الصفوف


المجموعة: أخبار
نشر بتاريخ السبت, 30 نيسان/أبريل 2016 20:08
كتب بواسطة: وكالة أنباء العمال العرب
الزيارات: 527

سعاد شريط
وكالة أنباء العمال العرب:ملايين الرجال و النساء منذ عقود علقوا أمالهم و أحلامهم على النقابات بأن تكون المؤسسات التي تدافع و تحمي مكاسبهم الاجتماعية و المهنية . و قد التزمت  و حملت النقابات في طياتها مخاوف
الملايين  وجعلتها حافزا و إرادة للتكفل بالقضايا المهنية     و الاجتماعية لملايين العمال و العاملات و نال الصراع الطبقي حيزا كبيرا من هذا النضال الذي يعد أسمى نضالات الإنسانية من اجل الحفاظ على كرامة العامل و آسرته .
يوم أول مايو بالنسبة للطبقة العاملة العالمية هو رمز يلعب فيه العمال دورا لا غنى عنه في المجتمع وفي الإنتاج، وفي الإنجازات الهامة تاريخيا وفي الانتصار في الصراع الطبقي، وتحقيق كافة الحقوق التي هي ثمرة النضالات الدموية.  
الوقفات التذكارية لشهداء الطبقة العاملة واجبة و مهمة للذين ضحوا بأنفسهم خلال إضرابات قاسية وحاسمة قام بها العمال عبر العالم من أجل المطالبة بثماني ساعات عمل، وثماني ساعات ترفيه، وثماني ساعات راحة وعطلة. في سبيل العمل اللائق الذي يجسّد تطلّعات الأفراد في حياتهم المهنية وآمالهم المعلّقة على الفرص و المداخيل والحقوق والاستقرار العائلي والتطور الشخصي والعدالة والمساواة بين الجنسين بالإضافة إلى رغبتهم في إيصال صوتهم والاعتراف بدورهم كأهم طرف يحرك التنمية و الاقتصاد و الرفاه و الاستقرار.
النظام العالمي الجديد الذي يركب الرأسمالية المتوحشة يستغل  الثورة التكنولوجية و الالكترونية و بتزايد مستمر و ذلك للقضاء على كلفة اليد العاملة معتبرة إياها عبء من أعباء الإنتاج و تميل في أهدافها الإنتاجية  نحو الصفر عامل، لان الالكترونيات تحل محل اليد البشرية العاملة،. وهذا الإنتاج الالكتروني يؤدي إلى تأكل الأسس التي يقوم عليها المفهوم التقليدي للإنتاج (رأس المال ،وسائل الإنتاج ، اليد العاملة ) ،و تعمل على تغيير طريقة عمل الناس و طبيعة الوظيفة و التدريب المهني و الأخطر سرعة  حركية بناء نظام المؤسسات المتغير وفق التغير التكنولوجي و استنادا لذلك فصعود التكنولوجيا الالكترونية و الرقمية و الروبوتات سيحل محل العمالة غير الماهرة و شبه الماهرة و يوسع دائرة البطالة و يزيد من عدد المهمشين و الكثير من هؤلاء المسرحين لا يعملون مرة أخرى.
و ما العنف الذي نشهده اليوم إلا انعكاس سلبي لتسارع وضع أسس لعالم جديد ، لكن للأسف يُغَيَّبُ الجانب الإنساني فيه ، وفي هذا التحول التاريخي، تستخدم الطبقة الرأسمالية العنف الأكثر تطرفا مع اللامبالاة القاسية لحياة الإنسان فتصبح قيمة الإنسان كوحدة منتجة  فقط  وتصبح الضروريات الملحة لحياته كالغذاء و الملبس و التعليم و الرعاية الصحية للعامل  و غيرها من الأساسيات لكسب العيش و تربية أسرته عبء إنتاج  يجب إبعاده
وبتزايد عدد المهمشين تتوسع رقعة العنف ورقعة الاحتجاج ، لأن المكتسبات العمالية الاجتماعية  و حقوق الإنسان في تناقص  و دائرة التمتع بها في تناقص لصالح دائرة الإقصاء و التهميش و البطالة .انتهكت المكتسبات العمالية  من طرف الرأسمال و بتواطئي مع الحكومات .وعملت السياسات الرأسمالية على سياسة فرق تسد باسم الديمقراطية فدعمت النزعات الطائفية و نمتها و جعلت من الأمن سلاح لضمان استمرار نموها و خصوصا الربح المتزايد و أصبح ذلك سلاح لتهديد استقرار الأنظمة السياسية ووسيلة ضغط  مما جعل الحكومات متواطئة بعضها جبرا و بعضها حكرا  و أيضا مسهلة لتنفيذ هذه السياسات و خصوصا في الدول التي تطبق آليات برنامج التعديل الهيكلي المفروض من صندوق النقد الدولي
النظام العالمي الجديد يهدم و يفرق و يسحق الأنظمة التي تخالف التوجهات مثيرا زوبعة من النزاعات بدأت بطابع اجتماعي مطلبي و تحولت إلى نزاعات مسلحة . استعملت الرأسمالية جميع أسلحة العنف الاجتماعي لمنع أي استقطاب سياسي من وراء الاستقطاب الاقتصادي، وما تعيشه منطقتنا من نزاع مسلح ومن لا استقرار اجتماعي إلا دليل على أن مقوماتنا التاريخية و الاجتماعية و تركيباتنا الاجتماعية و الثقافية  و التراثية و الدينية لا تناسب  أسس النظام العالمي الجديد الذي يريد توحيد النظام الاجتماعي و الثقافي و ذلك لتوسيع دائرة الاستهلاك  و توحيد أنماطها للمزيد من الربح و تخفيض الكلفة .
و المؤسسة النقابية عبر تاريخها و قيمها و ممارساتها تقاوم لكن ضعف و تقادم رسالتها و ضعف الاتصال و التواصل بين هياكلها أضعفها فيبرز الاتصال كمشكل متجدد يؤثر على الأداء و اليوم تزداد تحديات الاتصال باختلاف و تزايد الوسائط مما يسبب ضياع المعلومة خارج إطار الشبكات و المجموعات فضعف الاستقطاب و تشتت التضامن  .
كل أطراف الإنتاج تطورت و تغيرت لكن النقابات لم ترافق ذلك فبقت أجهزة صعبة التحرك و المبادرة و لاسيما أنها أصبحت تتميز بالشيخوخة  و الجهاز التنظيمي المحافظ و الغامض ،فأصبحت النقابات تظهر على أنها تنظيمات معقدة و مركبة و غير واضحة مما أدى إلى نفور العمال منها .
و الملاحظ أن تجديدها آو تجديد جزء من عناصرها أصبح يمثل حدث نقابي هام مثير للمتابعة و كأنه المحور الوحيد في الاداءات النقابية أو هو أساس الحركة النقابية مما أدى إلى ضياع جهود لتمكين المنظمات و الهيئات من التقدم .
و أيضا تعقيدات هيكلتها كفروع و فدراليات قطاعية و اتحادات محلية و جهوية و طريقة سيرها و تسييرها ،و إلى جانب التنافسية الموجودة بها و اللعبة الديمقراطية جعل من العديد من الحساسيات تتعايش داخل هذه الهياكل.
و الملاحظ أن النقابات تمارس سياسة النعامة و لا تصرح بأنها تعيش أزمة نقابية أهمها نقص الانتساب و  خروج المنتسبين معظمهم بلا عودة.
و دخول هذه الهيئات الاجتماعية التي لها علاقة وطيدة و متجذرة بالأجور وبالنشاط الاقتصادي و بعلاقات العمل بأزمات داخلية و خارجية حتما سيكون له انعكاس سلبي على حياة المواطن المباشرة و على تركيبة المجتمع ،و ذلك بذهنيات و سلوكيات سلبية متناقضة.
و ما نراه اليوم من تراجع في حقوق العمل و إعادة النظر في التشريعات عبر العالم و اختراق عشرات الاتفاقيات التي ناضل من اجلها النقابيين لعشرات السنين لتحقيقها أصبحت محل مراجعة و اختراق ، فالاستغلال و السخرة يعودان إلى ساحة العمل بمعايير جديدة و بأوجه جديدة عبر العالم الآلاف من العمال المهاجرين يعانون من العمل القصري و من السخرة ، و البطالة بكل أنواعها في تزايد.
عبر العالم العمال يفقدون يوميا حقوقهم و التضامن النقابي لم يعد قويا ليكون حاجز و جدار صد يوقف الاعتداءات المتكررة على المكاسب الاجتماعية للعمال، و بتآكل الطبقة المتوسطة سنعود إلى النظام الطبقي فنصف الكرة الشمالي يزداد غنا و نصف الكرة الجنوبي يزداد فقرا ففي أوج التطور الإنساني هناك مجاعات عبر العالم هناك تزايد في عمالة الأطفال هناك تزايد في المتاجرة بالبشر ، رقعة الفقر تتوسع نتيجة اللاإستقرار و التوزيع غير العادل للثروات و للاستثمارات .
التنديد بصوت منخفض هذا هو الدور الذي تقوم به المنظمات النقابية اليوم و معظم نشاطها خرج عن دورها الأساسي و التقليدي و التدخل في التسيير و السياسة و كل هذه الخطوات المتباعدة عن الواجب و عن الروح النقابية يجعلها تنزف منتسبيها لصالح تكوينات أخرى و تنظيمات أخرى .........فلا يعني نقد العالم النقابي و نجاحاته المتناقصة و مجال نشاطاته المقوض انه منتهي أو أصبح غير مجدي بل العكس ،الطموح يتلخص في إعادة تجديد و تحليل النشاط النقابي بإعطاء أهمية كبرى لمقاربة التواصل و الاتصال كعمود فقري في كل العمليات و الاداءات، و هذه المقاربة تربط كل عناصر النشاط النقابي و الأداء لأنها تتميز على كل الأبعاد الأخرى المؤسساتية العامة كونها تعطي الامتياز للنشاط النقابي و الأداء على المستوى المحلي أو المؤسسة آو كما نسميه على مستوى القواعد العمالية أين تكون علاقات المقايضة مباشرة بين الأجرة و الجهد و العمل .
النقابات مهما كانت فإنها تبقى الدرع الذي يحمي رفاه كل طبقات المجتمع.فيحمل الكثير من النقابيين الحنين و المرارة لضعف منظماتهم النقابية و انتقالهم إلى أخرى، بحثا عن تلك الروح المتقدة التي تقود  الطبقة الشغيلة إلى الوحدة و تحقيق الرفاه بالقوة المطلبية التفاوضية.
في أول ماي 2016 نحتاج كطبقة عاملة إلى إعادة بعث الروح التضامنية إلى إعادة بعث القيم الإنسانية التي تأسست عليها النقابات. فعلى عمال العالم إن يتحدوا و يتضامنوا أكثر و يتعاملوا بذكاء .
على النقابات التسلح بقوة الأفكار و الحجة و الإقناع لأن  أعظم سلاح في أيدي العدو هو العقل. وهذا يشير إلى أن الطريق إلى الأمام هو للقتال مع الأفكار الرأسمالية.المستغلة التي تستعمل  العنف المنظم لهندسة رؤيتها للمجتمع ما بعد الصناعي. إن الفئة التي تسيطر على وسائل الإنتاج تستعد لتنفيذ  حرب  طبقية مفتوحة لضمان أهداف فئاتها. وبالتالي، الرأسمالية تشجع على تطور العنف في كل الاتجاهات  .
أملنا كبير في الطبقة العمالية لإعادة إحلال السلام في العالم وحماية الغد الأفضل و حماية المكتسبات الاجتماعية ، الكرة في ساحة النقابات و تطلعات الطبقات الكادحة و آمالها  تقع على عاتق كل مندوب عمالي عبر العالم ،التاريخ يسجل و ضمير الإنسانية يسجل أن الحفاظ على قيمة العمل و أطرافه هو تجسيد لأسمى مبادئ حقوق الإنسان .

*الجزائر من سعاد شريط